إحالة مسحيين اثنين في منطقة القبائل إلى القضاء بتهمة "عدم صوم رمضان"
نظرت محكمة عين الحمام في منطقة القبائل، في الجزائر، بقضية عاملي البناء المسيحيين اللذين ألقي القبض عليهما في أغسطس/آب الفائت لعدم احترامهما فريضة الصوم خلال شهر رمضان الفائت. وسيصدر الحكم في هذه القضية في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
أ ف ب (نص)
فرانس 24 (فيديو)
طالب مدعي عام محكمة عين الحمام، شرق الجزائر، الثلاثاء بالحكم على اثنين من المسيحيين بالسجن لمدة ثلاث سنوات من النفاذ لانهما لم يلتزما بالصيام خلال شهر رمضان كما افاد مراسل لفرانس برس.
قرر القضاء الجزائري تأجيل النظر في قضية الشبان الذين لم يصوموا في شهر رمضان بمدينة أوزلاغن بولاية بجاية الواقعة في منطقة القبائل إلى الثامن من شهر نوفمبر المقبل لجمع المعلومات والأدلة الكاملة في هذه القضية الحساسة، كما أفرج مؤقتا - بطلب من الدفاع - عن صاحب المطعم الذي أوقف فيه المتهمون.
وحسب بعض الصحف الجزائرية فإن السلطات الجزائرية تريد تهدئة الأمور بعد تنظيم تجمع شعبي أمس الإثنين حيث كان يفترض أن تبدأ محاكمة المتهمين.
في المقابل طالب محامو الرجلين باخلاء سبيلهما متذرعين بعدم وجود قانون محدد يحظر عدم الصيام. ومن المقرر اصدار الحكم في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
وقال احد المتهمين ويدعى حسين حسيني لفرانس برس لدى خروجه من المحكمة "لا اشعر باي ندم فانا مسيحي واتحمل ذلك" مبديا تفاؤله بنهاية هذه القضية.
وكانت الشرطة اعتقلت حسيني، العامل اليومي البالغ الرابعة والاربعين من العمر والاب لطفلة عمرها شهر واحد، مع رفيقه سالم فلاك (34 عاما) بعدما انتهيا من تناول الطعام بعيدا عن الانظار في موقع بناء وفقا لروايتهما.
وقد احيلا فورا على القضاء في عين الحمام الذي وجه اليهما تهمة المساس باحدى فرائض الاسلام واطلق سراحهما.
وتجمع مئات امام محكمة هذه المدينة الجبلية الصغيرة في منطقة القبائل، التي انشاها الفرنسيون العام 1881 باسم ميشليه قبل ان تعاد تسميتها بعد الاستقلال عين الحمام، تاييدا للمتهمين وهم يرددون هتافات معادية للقضاء وفقا لمراسل فرانس برس.
وقال هذا العامل "انني سعيد لكون هذا التحقيق جعل كل هؤلاء الناس ياتون الى هنا ولوجود هذا الكم من المحامين الذين يتولون الدفاع عنا".
كما اشاد بهذا الحضور رئيس الكنيسة البروتستانتية الجزائرية القس مصطفى كريم الذي جاء بدوره لدعم الرجلين في مواجهة هذه الاتهامات التي اعتبرها "سخيفة".
وطالب الدفاع باخلاء سبيل المتهمين مشددا على عدم وجود اي قانون يحظر على المواطنين عدم الصيام خلال شهر رمضان.
وقال المحامي مقران اية لعربي ان "الجزائر موقعة على الاتفاقيات الدولية التي تحمي حرية العقيدة. وهذا انتهاك واضح وصريح للدستور".
ووصلت المسيحية الى شمال افريقيا في العصر الروماني وشهدت تراجعا في الفترة الفوضوية من الغزوات، لكنها عادت بقوة في العصر البيزنطي، ثم بدأت تختفي بالتدريج بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
واليوم، فان شمال أفريقيا في المقام الأول مسلم والإسلام هو دين الدولة في الجزائر، ليبيا، والمغرب، وتونس.
من جانبه، اعرب القس كريم عن القلق على مسيحيي الجزائر، وغالبيتهم العظمى بروتستانت وخصوصا من اتباع الكنيسة الانغليكانية "الاكثر نشاطا" كما يقول القس كريم مشيرا الى ان حالات اعتناق المسيحية تزايدت منذ الثمانينات.
وقدر القس كريم عدد البروتستانت ب30 الف وخصوصا في منطقة القبائل الا ان وزارة الشؤون الدينية والاوقاف تقدر عدد المسيحيين ب11 الفا فقط من بين 35,6 مليون جزائري.
وكان القس كريم ندد الاحد بقرار السلطات منع توسيع كنيسة بروتستانتية في تيزي وزو بمنطقة القبائل لم يصدر تصريح عن السلطات ببنائها.
وتقول جمعية اس.او.اس حريات، التي انشاتها العام 2008 مجموعة من المثقفين الجزائريين، ان نحو عشرة من سكان بلدة اغزر امقران بولاية بجاية، شرق الجزائر، سيمثلون في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل امام المحكمة بتهمة عدم الصيام خلال شهر رمضان.
واكدت المجموعة ان شابين اعتقلا "متلبسين بتناول الغذاء" في تبسة شرق الجزائر ايضا صدر قرار بحبسهما.