دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي حكومة بلاده إلى أن تتجاوز بنظرها عهد الرئيس حسني مبارك، وأن تصوغ سياسة جديدة تجاه مصر.
ووصف السيناتور جون كيري في مقال بصحيفة نيويورك تايمز، الطريقة التي تتصرف بها الولايات المتحدة في لحظة الاختبار هذه التي تواجهها القاهرة الآن، بأنها حاسمة.
وقال "من الضروري أن نقف إلى جانب الشعب المصري الذي يشاطرنا القيم والآمال، ويسعى إلى تحقيق الأهداف الكلية المتمثلة في الحرية والازدهار والسلام".
ويعتقد كيري أنه حتى لو تراجع زخم الاحتجاجات بمصر في مقبل الأيام، فإنها غيَّرت للأبد علاقة الشعب المصري بحكومته.
"فالغضب والتطلعات التي تدفع شرائح متباينة من المواطنين إلى الشوارع لن تختفي قبل إحداث تغييرات شاملة في العقد الاجتماعي بين الشعب والحكومة، كما أن تلك (الاحتجاجات) تطالب بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة وحليف عربي راسخ".
وقال إن الصحوة التي تعم العالم العربي لا بد أن تشيع ضوءا جديدا في واشنطن أيضا، "فنحن لا نخدم مصالحنا إذا اكتفينا بالفرجة على الحكومات الصديقة وهي تنهار تحت وطأة مشاعر الغضب والإحباط التي تنتاب شعوبها، ولا بانتقال السلطة إلى الجماعات الراديكالية التي تنشر التطرف".
وألمح المرشح السابق للرئاسة في بلاده إلى أن أفضل وسيلة تكفل الاستقرار لحلفاء أميركا تكمن في التجاوب مع المطالب السياسية والشرعية والاقتصادية الحقيقية لشعوبها.
وفي إشارة إلى الانتقادات التي وُجهت للولايات المتحدة لتسامحها فيما مضى مع النظام المصري، اعترف كيري بأن الخطاب العام للإدارة الأميركية لم يكن يتوافق دوما مع "همومنا الخاصة".
لكنه يستدرك بالقول إن ثمة إدراكا واقعيا بأن علاقات الولايات المتحدة بنظام مبارك "عادت بالنفع على سياسة أميركا الخارجية وعززت السلام في المنطقة".
واستطرد قائلا إن وجود "علاقة مثمرة" مع مصر تظل مسألة مهمة لكلا الطرفين وللشرق الأوسط.
ومع أن الرئيس مبارك ساهم بقسط وافر في عملية السلام بالشرق الأوسط -على حد تعبير كيري- فيتعين عليه أن يساهم في إقرار السلام في بلده بإقناع المصريين بأن همومهم وتطلعاتهم محل اهتمامه.
وخلص الكاتب إلى القول إن مبارك إذا استطاع إظهار سمات القيادة وتحقيق تلك الغايات، فإنه قد يجعل من أكثر البلاد العربية اكتظاظا بالسكان إلى نموذج لكيفية تلبية مطالب الجماهير الإصلاحية في المنطقة.